قدم الأستاذ "يوسف الضابطي" من مديرية الآثار بحلب دراسة تاريخية أثرية عن "قلعة نجم"، تحدث من خلاله عن الأهمية التاريخية والأثرية لـ "قلعة نجم"، مستعرضاً ارتباط القلعة الوثيق بمدينة "منبج"..، وذلك في صالة المركز الثقافي العربي في "منبج" مساء الأربعاء (4/3/2009)م..
وفي نهاية حديث الأستاذ "الضابطي" عن "قلعة نجم"، وكانت البداية عن العلاقة التي تربط بين "قلعة نجم" ومدينة "منبج" حيث قال:
**«العلاقة بين القلعة ومدينة "منبج" تتمثل بوجود الجسر الذي هو نقطة العبور الأساسية على نهر الفرات، والذي كان اسمه (جسر منبج)، ولذلك بنيت القلعة، أي لحماية هذا الممر الاستراتيجي الهام الذي يربط مناطق بحر المتوسط ببلاد الرافدين، ويربط أيضاً جنوب الأنضول بمناطق "سورية" الداخلية، إذا فالاختيار الأساسي لموقع القلعة كان سببه القرب من هذا الممر الهام، كما الوضع في "قلعة حارم" التي بنيت لتكون نقطة واقية لمعبر هام جداً على نهر "العاصي" وهو "جسر الحديد"..».
*إذا فالفكرة التي تقول أن القلعة بنيت للاستجمام هي خاطئة؟
** «هذه الفكرة خاطئة تماماً..، القلعة بنيت بشكل أساسي لتأدية وظيفة عسكرية دفاعية إستراتيجية، حيث كان لها دور مهم في الفترات الوسطى بصد الهجمات المعادية من قبل الحملات الصليبية، ولذلك كان
يوسف الضابطي
هناك حملة بناء وتشييد على أعلى المستويات من قبل "نور الدين الزنكي" واستمرت هذه الحملة أيضا بعهد "الظاهر غازي"، وأيضاً كانت هناك حملات ترميم في الفترة "المملوكية".
أما بعدما دمرت القلعة من قبل "هولاكو" أهملت القلعة، وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر سكنتها قبائل بدوية قاموا باستعصاء على الوالي العثماني أنذالك فكانت النتيجة أن قصفت القلعة بالمدافع من الطرف الغربي، وآثار التدمير لا تزال واضحة حتى الآن».
*إلى أي فترة يعود البناء الأول للقلعة، بحسب المعطيات الأثرية؟
** «أقدم أثر ملموس في القلعة هو احد جدران الأبراج من الفترة الزنكية (فترة "نور الدين الزنكي")، ولكتن الروايات التاريخية تقول أن القلعة موجودة في فترات سابقة كالفترة "الرومانية"، والفترات "البيزنطية"، وهذا الشيء منطقي لأن هذه المنطقة حساسة وإستراتيجية، ومن الطبيعي أن يكون فيها حصن دفاعي..».
وعمّا يميز "قلعة نجم" عن غيرها أضاف الأستاذ "الضابطي":
**«الشيء المميز بـ "قلعة نجم" هو التنويع الكبير بشكل الأبراج الموزعة
داخل القلعة..
على محيط القلعة، بأشكالها العديدة إن كانت مربعة، أو مستطيلة، أو مضلّعة..»
وتابع حديثه عن الأهمية الدفاعية والعسكرية للقلعة بالقول:
**«تتمتع القلعة بوجود عناصر معمارية إنشائية وبنفس الوقت هي دفاعية متمثلة بالخندق الذي يشكل العائق الأول أما المهاجم، وأيضاً المنحدر المبلط المائل الذي يعيق تسلق الجنود على الأسوار، ومن ثم تأتي الأبراج المزودة بمرامي للسهام والتي يصل بينها أسوار متينة جداً، أما المدخل فهو يتميز بالتقنية التي أعتمدها الأيوبيون، حيث أن هذا الأسلوب يعتمد على بوابة القلعة الوحيدة ضمن كتلة برجين دفاعيين ضخمين ضمن حيز ضيق جداً لا يسمح بمرور إلا عدد قليل من الجنود المهاجمين مما يجعلهم تحت مرمى السهام والنبال».
وعن الوضع الحالي للقلعة ختم الأستاذ "الضابطي" قائلاً:
**«تتمتع القلعة حالياً بوضع إنشائي جيد ومتين باستثناء بعض المواضع التي تعاني من مشاكل إنشائية نتيجة أما حمولات إضافية أو تصدعات، أو فقدان بعض العناصر الإنشائية بعض الكتل الحجرية الضخمة، وهذا الأمر يتم معالجته
الاطلالة على نهر الفرات
بمشاريع ترميم تقوم بها مديرية الآثار..».
- ونذكر بأن "قلعة نجم" هي قلعة أثرية في سهول "حلب" الشرقية، تقع فوق تل بجوار نهر الفرات، تبعد عن مدينة "حلب" (115) كم باتجاه الشمال الشرقي عبر مدينة "منبج"، وتبعد عن مدينة "منبج" (25)كم، يرتفع موقعها(377)م عن سطح البحر و (68) م عن منسوب نهر الفرات.. كما تتمتع القلعة بإطلالة خلابة على نهر الفرات
